في رحاب الغيم

بين غيمة وأخرى، أمنياتٌ معلقة في سماء مشرّعة الأبواب، يصعد هذا القلب للأعلى، ويهبط سريعا، يتأرجح بجنون، ينتفض بعبث، ويهدأ أخيراً، يصل، يلتقط أنفاسه،.. ويمتزج بالزرقة !

هل ألتقيك ؟
هنا..، حيث ارتعاش الغيم، وميلاد المطر، حيث التقينا أول.. وآخر مرة !
وكيف ألتقيك..؟ وأنا انسلخ من جلدي وشعوري، وأنا أرمي بذاكرتي من نافذة هذه الطائرة، أفلت يد أحلامي لتسقط دفعة واحدة، أعلق أمنياتي بخيط رفيع، أطيرّها في الهواء، أهبها للريح... فلا متسع بـ هذا القلب لـ خيباتٌ أخرى.

وأرتدي النسيان معطفاً ثقيلاً، يقي جسدي برد المسافة ووغز الحنين، تتسللني خلسة تلك الارتجافة تدس آهاتها القديمة في نبضي، لقد ملأت حقائبي بكل الأشياء التي لا تعرفك، ولا تعرفني !

بـ فساتين لم تطلّع على خارطة جسدي المنهك منذ فقد، بـ أحذية لم تتسول الشوق في شوارع غربتي بين أزقة الصمت وحانات الفراق، بـ ملاءة لم تلتحف بَردي وتهدهد الارتعاش الذي يسري بأطرافي كلما هزني حنيني إليك، بـ وسادة لم تسافر بأحلامي على متن خيبات لا تنتهي، لم تبكِ عليها أمنياتي وتنتحب فـ تقرع كؤوس الدمع ويسكرها وجع النحيب، بـ ساعة لم تمر بعقاربها على لحظاتي اليائسة، في محطات لا يتوقف عندها الشوق أبداً، بـ كتب لم تجلس في شرفة مساءاتي الخالية، وأقلام لم تنزف دمها الأزرق في معاركي مع الكلمات، وأوراق لم تخض قلقي وتغرق بـ جنون انسكابي، بـ عقد وسوار لم يسترقا السمع لـ وقع نبضي في حضورك، بـ عطر لم يتنفس لهفتي، ولم يمتزج بمسامات جلدي ليكتشف مدى استعمار عطرك زوايا روحي، بموسيقى صاخبة، لم تتنزه في سواحل فكري وتنمْ على بساط أرقي..، كل ليلة لتسرح بعينيك، بشفتيك.. وبكل شيء...!
نعم أخبؤك عني أكثر..كي لا أدرك مدى احتياجي إليك !
وأرحل..، بعيداً جداً
أهرب منك، وأنسى بأنك تسكنني !
lady rain

ليست هناك تعليقات: