أريد أن أفتش فيك عني، أن أقلّب خارطة أيامك، أن أبحث عن عطري !
فـ في أي يوم بالذات تنفستني حتى دخلت رئتيك، في أي يوم بالذات استنشقتني حتى احتبست بـ صدرك..!
في أي مكان مرنّي طيفك، فـ تلبسني كـ ظلّي.. أفي الظلام، أم النور.. تعانقت أرواحنا ورقصت بـ جنون، على طبول الخوف، والرغبة.. والبكاء !
في أي مدينة، مررتك.. فـ باتت كل المدن تؤدي إليك !
أريد أن أبعث الفوضى بـ أيامي وأيامك، فأرتب ذاكرتي بـ ترتيب ذاكرتك، أن أجعل طرقنا واحدة، وشوارعنا واحدة، نسكن حي واحد، أو ربما نشرب قهوتنا في ذات المقهى، نسافر للمدن ذاتها، ونلتقي… الأهم، أن نلتقي !
أريد أن أكتبك… أن أشطب ما سواك.
أريد أن أملأ هذا البياض باللون الأحمر، والأزرق، والأخضر..
بـ سماء شاسعة كـ قلبك، بـ غيم مكتض بالشوق.. بالمطر، بـ رائحة العشب الممزوجة بالطين، بـ نسيم البحر، [ بالموج الأزرق في عينيك ]* بـ الورد، بـالشمع… بـ الشوق، بأغنيات عبد الحليم، بـ هدير صوت فيروز، بالذكريات !
بـ كل المدن التي تسكننا ولا نسكن بها، بـ كل الطرقات التي مرّتنا على عجل وختمت ذاكرتنا إلا بنّا، بـ كل الحقائب المسافرة عنك، إليك، منك.. إليك، بالخوف، بالبعد.. بالاشتعال، بـ ورد الياسمين، وشجر اللوز، بالصباحات المختنقة بأنفاس الوداع، بالمساءات الحالمة باللقاءات التي لا تاتي.. بالوعود المتكئة على قلب مل الانتظار.
بالمواعيد الخالية، والممتلئة.. بالموت، بالاحتضار…
بـ موسيقى مانتوفاني، بـ رقصة زوربا، بـ أحلام وذاكرة من ورق وحنين، بالعطب الذي يملأ هذا القلب – هنا – بالقُبل المرسلة على نجمة ونصف قمر !
أريد أن أكتب..
أن استحضرك، أن استنزفك وأموت بين يديك، أن أشفي غليل هذا القلب المتعب، أن أبكيك، كما لم أبكيك يوماً.
أريد أن أخترع لغة لا يفهمها سواك، ولا يقرأها سواك، ولا تصل لـ سواك.
أن أكتب إليك، هو أن أحيى…
أن أشعر بـ وجودي \ معك.
أكتب إليك بـ كامل ضعفي، وجنوني وحماقتي، وأحححح…. بك.
بـ حجم هذا الكون، (بشاير الشيباني
)

ليست هناك تعليقات: